بيان المجموعة العربية في الجلسة الختامية للمجلس التنفيذي حول ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في القدس
2012/03/13
فيما يلي نص بيان المجموعة العربية الذي القاه باسمها سفير المملكة العربية السعودية نائب رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، في الجلسة الختامية للدورة 189 للمجلس التنفيذي بتاريخ 9-3-2012 بعد اعتماد القرارات العربية الخمسة، وهو بخصوص: « الممارسات والعراقيل التي تؤثر سلباً على حماية التراث في الأماكن المقدسة في بلدة القدس القديمة وأسوارها »:
سعادة السيدة اليساندريا كامنز رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، أصحاب السعادة، السيدات والسادة
نستذكر اليوم الهدف الأساسي لمنظمة اليونسكو والمتمثل بالمساهمة في حفظ السلم والأمن من خلال تحفيز التعاون بين الدول بواسطة التعليم والثقافة والعلوم وبهدف الارتقاء في الاحترام العالمي لقواعد العدالة كما جاءت في ميثاق الأمم المتحدة.
وبحكم استعراضنا اليوم لقضية الأماكن المقدسة في بلدة القدس القديمة كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة فاسمحوا لي أن أؤكد على ضرورة انطباق جميع قواعد القانون الدولي الإنساني والأحكام ذات الصلة بخصوص حماية التراث الثقافي وكما وردت جميع هذه القواعد في تسجيل المملكة الأردنية الهاشمية لبلدة القدس القديمة وأسوارها على قائمة التراث العالمي لعام 1981 وعلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لسنة 1982، إضافة إلى قرارات اليونسكو ذات الصلة.
وأخذاً بعين الاعتبار أهمية القدس لأتباع الديانات السماوية الثلاث فإن المجموعة العربية لتؤكد على ضرورة تعاون سلطات الاحتلال بموجب القانون الدولي لتسهيل الوصول وصيانة المقدسات الإسلامية والتي تحتل مكانة مقدسة عليا لأكثر من 1.6 بليون مسلم ودرتها المسجد الأقصى المبارك بجميع باحاته ومرافقه داخل بلدة القدس القديمة. وتعرب المجموعة العربية في هذا الصدد عن أسفها العميق لاستمرار منع إسرائيل لدخول خبراء الأوقاف الإسلامية الأردنية ومنعهم من حرية الوصول بأدواتهم ومواد البناء الضرورية وذلك لتمكين الأردن من ممارسة ولايته في الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك بما في ذلك إجراء عملية إعادة الترميم الضروري جداً للمسجد المرواني وتركيب نظام إطفاء الحريق من جملة مشاريع لا زالت تعرقلها السلطات الإسرائيلية.
كما وتعرب المجموعة العربية عن قلقها العميق لاستمرار أعمال الحفريات الأثرية السرية الغير قانونية إضافة إلي أعمال حفر الأنفاق في جميع نواحي البلدة القديمة وخصوصاً في محيط المسجد الأقصى المبارك، وذلك بواسطة مقاولين تابعين لمجموعات يهودية المتطرفة، وتطالب المجموعة العربية اليونسكو تحمل مسؤوليتها بتسليط الضوء والكشف عن هذه الأعمال غير المشروعة والضغط على إسرائيل لوقفها فوراً قبل أن تكمل هذه الأعمال عملية تدمير بقايا تاريخية هامة وتفرض رواية احتلال تستثني وجود وتاريخ الآخر.
وتستنكر المجوعة العربية تشجيع سلطات الإسرائيلية اقتحام مجموعات يهودية متطرفة وبشكل يومي إلي المسجد الأقصى المبارك أضاف إلى منع المصلين المسلمين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من الوصول للمسجد الأقصى وذلك في مخالفة صارخة لأحكام القانون الدولي الإنساني.
وبهذا الصدد تدين المجموعة العربية انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة بعسكرة المسجد الأقصى من خلال السماح مؤخراً لجماعات منظمة من الجنود الدخول وبشكل يومي وبزيهم العسكري الرسمي لباحات المسجد الأقصى مما يروع المصلين ويدنس قداسة المكان خصوصا عند اقدام رجال البوليس ألإسرائيلي بالدوس على سجاد المسجد بنعالهم الأمر الذي يشكل تحدياً صارخاً لأبسط مفاهيم حرية العبادة والذوق العام وللأعراف الثقافية الدولية.
وتطالب المجموعة العربية من منبر اليونسكو إسرائيل بإزالة كاميرات المراقبة داخل وفي محيط المسجد الأقصى وخصوصاً الكاميرات المثبتة على شباك باب المغاربة، وهذه الكاميرات تشكل أداة تخويف للمصلين واعتداءً على حرية العبادة وملاحقة المصليين داخل أحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام وللمسلمين.
السيد رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو
نظراً لتصاعد هذه الانتهاكات والعراقيل التي تؤثر سلباً على الحفاظ على بلدة القدس القديمة وأسوارها وعلى دور إدارة الأوقاف في الحفاظ على الأماكن الإسلامية المقدسة ونظراً لتدهور الوضع في هذه الأماكن فإن المجموعة العربية تطلب باسم الأردن من المجلس التنفيذي المائة وتسعة وثمانون لليونسكو بأن يسجل هذا البيان كاملاً كجزء من وثائق هذا الجلسة. وتؤكد المجموعة العربية على نية المجموعة المعنية إدراج القضايا المذكورة أعلاه على أجندة المجلس التنفيذي المائة وتسعون لليونسكو.
مهما انشغلت المجموعة العربية ببعض البنود المتعلقة بالأوضاع الإقليمية والمتأثرة خصوصا باعراض الربيع العربي ألا أنها لا يمكن بأي حال أن تتخلى أو تنسى قضيتها الأساسية : فلسطين والقدس تحديدا .
مندوبية ليبيا لدى اليونسكو