ليبيا: إرادة التغيير
2012/04/27
الدولة الليبية بحاجة إلى إطلاق حركة تجديد في عمق السياسات التعليمية
قام فريق من اليونسكو ضمّ مدير المعهد الدولي لتخطيط التربية التابع للمنظمة بزيارة إلى ليبيا في مارس 2012. ولمس الفريق لدى قادة التعليم الليبيين رغبة شديدة في الإقدام على خطوة إصلاح النظام التعليمي بوصفها ركيزة لبناء مجتمع يحظى به المواطنون بالاهتمام اللازم.
وفي أعقاب ثورة عام 2011، يواجه قطاع التعليم في ليبيا تحديات كبيرة ترتبط إلى حد كبير بالنقص في عمليات التخطيط الملائمة الذي سُجل خلال السنوات الماضية. والليبيون تواقون اليوم إلى إصلاح نظامهم التعليمي وهم يعولون على التعليم باعتباره أحد العوامل الرئيسية في إرساء نظام سياسي جديد وفي بناء مجتمع أكثر عدلاً.
وطُلب من وزارتين هما وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي إعداد خطتين استراتيجيتين موجزتين تقترنان بجدول زمني محدد (ديسمبر 2011 – يونيو 2012) وتتضمنان أهدافاً ينبغي تحقيقها فوراً أو في الأجل القصير، تتمثل فيما يلي:
- إصلاح ما لحق بالمدارس من أضرار من جراء الأحداث التي شهدها عام 2011؛
- قيد أطفال الأسر المشردة بمدارس تقع في مكان سكنهم الأصلي؛
- استعراض المناهج الدراسية والكتب المدرسية، وطباعة الكتب المدرسية، ولاسيما فيما يخص مادة التاريخ والتربية المدنية واللغة العربية.
وحددت السلطات الليبية العديد من المجالات التي يتعين معالجتها في الأجلين المتوسط والطويل من أجل تحسين الأداء، وهذه المجالات هي: صياغة سياسات تعليمية وخطط قطاعية جديدة من أجل إصلاح التعليم، وإعداد المناهج الدراسية، وإعداد برامج خاصة بالطفولة المبكرة والتعليم الجامع والتعليم التقني والمهني ونشر هذه البرامج، وتنظيم التعليم الخاص، واعتماد التعلّم الإلكتروني، وتدريب المعلمين، وتنمية القدرات المؤسسية في الوزارة وفي النظام التعليمي ككل.
ويبدو أن ليبيا لا تواجه تحدياً فيما يخص التحاق الطلبة بالمدارس في المستويين الابتدائي والثانوي، بل تواجه تحدياً يرتبط بجودة التعليم بوجه عام، وبنوع التعليم المتاح في المرحلة الثانوية وجدوى هذا التعليم.
وتنظِّم وزارة التربية في الوقت الراهن سلسلة من المشاورات في مناطق ليبية مختلفة من أجل إشراك الجهات المعنية بالتعليم في المناقشات المتعلقة بمستقبل التعليم في البلد. ومن المزمع إجراء مشاورة وطنية لتحديد الأهداف التعليمية الرئيسية التي يمكن أن ترتكز عليها الخطط الاستراتيجية.
ولا تزال ليبيا في المراحل الأولى من حركة تغيير عميق. واليونسكو حريصة على مساعدتها في تحقيق أهدافها التعليمية. وتتم حالياً مناقشة إطار المساعدة التي ستقدمها اليونسكو إلى ليبيا ونطاق هذه المساعدة.
المصدر: اليونسكو