اليونسكو توجه نداءً جديداً لحماية مدينة حلب القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي
2012/07/27
في ظل تصاعد وتيرة أعمال العنف قرب العديد من المناطق الحضرية التاريخية في الجمهورية العربية السورية، تكرر المديرة العامة اليوم 27 يوليو النداء الذي وجهته في 30 مارس 2012 إلى جميع أطراف النزاع لحماية مواقع التراث الثقافي السوري بأشكالها كافة.
وتشعر اليونسكو بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع مواجهات عنيفة في حلب التي تمثل مدينتها القديمة أحد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي. وحافظت هذه المدينة القديمة التي احتلت موقعاً استراتيجياً على تقاطع طرق التجارة التاريخية بين الشرق والغرب على تراث تاريخي استثنائي يبرِز الثقافات المتنوعة للشعوب التي استقرت فيها على مدى الآلاف من السنين، ومنها الحثيون والأشوريون والإغريق والرومان والأمويون والأيوبيون والمغول والمماليك والعثمانيون. وقد أُدرجت مدينة حلب القديمة في قائمة التراث العالمي في عام 1986.
وحالت الأوضاع الأمنية غير المستقرة دون تقييم حجم الأضرار التي لحقت بمدينة حلب القديمة وعدة مواقع أخرى مدرجة في قائمة التراث العالمي، ولا سيما قلعة الفرسان وموقع تدمر والقرى القديمة في شمال سوريا ومدينة دمشق القديمة.
وفي ضوء الاضطرابات المدنية الراهنة، تشعر اليونسكو بقلق بالغ أيضاً إزاء مخاطر نهب الممتلكات الثقافية وسلبها. وقامت اليونسكو في إطار الجهود التي تبذلها لتعبئة المجتمع الدولي من أجل حماية التراث الثقافي السوري بتنبيه المنظمة العالمية للجمارك والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) والبلدان المجاورة للجمهورية العربية السورية إلى خطر الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية. واتصلت المديرة العامة أيضاً بالأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لاسترعاء انتباه المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان إلى أهمية ضمان الالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية، وبخاصة اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح واتفاقية عام 1970 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة. وتجري اليونسكو اتصالات وثيقة مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق بشأن الأوضاع الراهنة.
كما دعت المديرة العامة جميع الأطراف إلى احترام وحماية التراث الثقافي العظيم للجمهورية العربية السورية الذي يكسب الشعب السوري هويته وقدرته على الازدهار، وإلى الوفاء بما يقع على عاتقها من التزامات دولية في مجال الثقافة.
المصدر : اليونسكو