تنمية قوة التراث الحي من أجل عالم أكثر سلاماً
2012/12/4
« يجتمع ما يربو على 600 خبير ومسؤول وممارس من أكثر من 110 بلدان في مقر اليونسكو في الفترة من 3 إلى 7 ديسمبر، وذلك لاستعراض التراث الثقافي غير المادي في العالم والتدابير الجارية لصونه على الصعيد العالمي ».
تعقد اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المؤلفة من 24 عضواً اجتماعاً للوقوف على التقدم الذي حققته الدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي في ما يخص التدابير القانونية والتنظيمية أو غيرها التي تم اتخاذها من أجل صون التراث الثقافي غير المادي الواقع في بلدانها. كما سيتم تقييم ما أحدثه التسجيل في القائمة التمثيلية من تأثير في كل من هذه البلدان. وستنظر هذه اللجنة أيضاً في ملفات الترشيح البالغ عددها 56 ملفاً، بما فيها الأناشيد البوذية الهندية وحياكة قبعات من القش في إكوادور وصناعة آلات الكمان في إيطاليا وأعمال الفخار والخزف في مقاطعة كجاتلنغ في بوتسوانا.
وتجدر الإشارة إلى أن التراث الثقافي غير المادي يشمل الممارسات وأشكال التعبير الحية المتوارثة جيلاً عن جيل. وهذه التقاليد الحية تبدعها الجماعات بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها. كما أن هذه الدينامية هي على وجه الدقة ما يجعل من الثقافة قوة فعالة للحوار والتبادل والتفاهم فيما بين الشعوب. ومن شأن صون التقاليد الثقافية الحية تنمية قوة التنوع الثقافي من أجل بناء مجتمعات أكثر تماسكاً وعالم أكثر سلاماً.
ولقد مهدت اليونسكو الطريق لنشر تعريف للتراث الثقافي الذي كان يُعتبر لفترة طويلة بمثابة آثار وأعمال فنية فحسب. والواقع أن اليونسكو ترى أن التراث الثقافي لا ينبغي أن يشمل الأطلال التاريخية فقط، وإنما يتعين أن يحوي أيضاً جميع مظاهر الثقافة الحية. وكما تبين إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، فإن: » التراث الثقافي غير المادي إنما يشكل بالنسبة لنا جسراً للربط بين الماضي والمستقبل. كما أنه يمثل الطريق الذي يفضي بنا إلى فهم العالم والسبيل الذي يكفل لنا تشكيله. وهذا التراث إن هو إلا دعامة للحكمة والمعرفة نستند إليها في سعينا لتحقيق التنمية المستدامة للجميع. وهو يمثل ملكية ثمينة في حوزة الجماعات والمجموعات والأفراد الذين في مقدروهم وحدهم صونه وإيصاله إلى الأجيال المقبلة ».
هذا، ويتمثل التراث الثقافي غير المادي في جملة مجالات من بينها المجالات الخمسة التالي ذكرها:
·التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة باعتبارها أداة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، مثل ميثاق ماندن المعلن في كوروكان فوغا (مالي)
· تقاليد أداء العروض، مثل رقصة السامان (إندونيسيا)
· الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات، مثل « هوتيم جارماركت »، المعرض التجاري الشتوي السنوي وسوق المواشي في هوتيم ـ سان ـ لييفان (بلجيكا)
· المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، مثل نظام ناموس « وايو » المعتمد من البوتشيبويي (بلايرويرو) (كولومبيا)
· الفنون الحرفية التقليدية، مثل السّدو، وهي حرفة ترتبط بمهارات الحياكة التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن التراث الثقافي ليس ضرباً من ضروب الترف. كما أن صون هذا التراث هو السبيل الضروري لدعم الممارسات التي تكتسب أهمية حيوية في ما يتعلق بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وإرساء دعائم راسخة من أجل التنمية المستدامة.
المصدر: اليونسكو