واقع الإعلام المدرسي بالمرحلة الثانوية في ليبيا: دراسة تحليلية ميدانية
2013/01/27
(واقع الإعلام المدرسي بالمرحلة الثانوية في ليبيا) عنوان دراسة تحليلية ميدانية قدمت خلال العام الدراسي/2011-2012 لقسم الإعلام بمدرسة الإعلام والفنون بأكاديمية الدراسات العليا ضمن متطلبات الحصول على درجة الإجازة العالية (الماجستير) في الإعلام وهي من إعداد الطالب (عبد الوهاب على عمر) وإشراف (أ.د.على عبد السلام الربيعي) ..وفيما يلي ملخــــص الدراســة:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الإعلام المدرسي، والظروف المحيطة به، ومدى مراعاة القواعد العلمية، والفنية في إعداد وتقدم الموضوعات بالصحف، والمجلات، وفقرات الإذاعات المدرسية، ومن أجل ذلك تضمنت هذه الدراسة تحليلاً مفصلاً لتلك الجوانب من الصحف والمجلات، وكذلك فقرات الإذاعات المدرسية، ورصد آراء عينة من الطلاب، والقائمين بالعملية التعليمية..
وقد تبلورت فكرة هذه الدراسة، في معرفة واقع ممارسة الأنشطة الإعلامية المدرسية، من خلال متابعة الباحث لها في مرحلة التعليم الثانوي في مدينة طرابلس، ووقوفه على واقعها، وأفاق تطوره.
وفي إطار هذه المشكلة البحثية سعت الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها:-
- تحديد الإمكانيات المتوفرة في مجال الإعلام المدرسي بمدارس المرحلة الثانوية بمدينة طرابلس.
- التعرف على مؤهلات وتخصصات المشرفين على برامج الإعلام المدرسي.
- الوقوف على نوع الموضوعات، التي يتم تناولها عبر وسائل الإعلام المدرسي.
- الكشف عن الصعوبات التي تواجه تفعيل الإعلام المدرسي في المدارس موضوع الدراسة.
ولتحقيق هذه الأهداف طرحت الدراسة مجموعة من التساؤلات المتعلقة بجانبيها التحليلي والميداني وهي:-
أولاً: الجانب التحليلي:
- ما الأهداف التي يسعى الإعلام المدرسي إلى تحقيقها ؟
- ما القوالب الفنية المستعملة فئ وسائل الإعلام المدرسي؟
- ما الإمكانيات المتاحة في إعداد المواد الإعلامية المدرسية وتقديمها ؟
- ما المعلومات والموضوعات التي تتناولها وسائل الإعلام المدرسي؟
ثانيا: الجانب الميداني:
- ما مدى إقبال الطلاب على متابعة البرامج الإعلامية المدرسية. ؟
- ما مدى الاهتمام بالتجهيزات الفنية اللازمة لإعداد البرامج الإعلامية المدرسية؟
- ما المشكلات والصعوبات التي تواجه الإعلام المدرسي والقائمين عليه؟
- ما نوع المعلومات والقضايا التي تركز عليها وسائل الإعلام المدرسية؟
- ما تخصصات ومؤهلات المشرفين على برامج الإعلام المدرسي ؟
ولتحقيق أهداف الدراسة، والإجابة عن تساؤلاتها، اعتمد الباحث على منهج المسح، وذلك بالقيام بمسح شامل لمضمون الصحف والمجلات وفقرات الإذاعات المدرسية، بمدارس التعليم الثانوي بمدينة طرابلس، وقد بلغ عدد الصحف والمجلات (213) كما بلغ مجموع فقرات الإذاعات المدرسية (7100) فقرة موزعة على عشر مدارس ، وتم استخدام أسلوب المسح بالعينة بالنسبة للطلاب بذات المدارس، حيث بلغ عدد أفراد العينة (352) طالب وطالبة وحجم عينة القائمين بالعملية التعليمية (286) مفردة.
وفيما يتعلق بأدوات جمع البيانات اعتمدت الدراسة على (استمارة تحليل المضمون واستمارة الاستبيان)، مع الاستعانة بالمقابلة الشخصية- غير المقننة- مع بعض مدراء المدارس، ومشرفي النشاط المدرسي، والموجهين للحصول على بيانات تخص الدراسة .
وتضمنت هذه الدراسة خمسة فصول موزعة على النحو الآتي:-
الفصل الأول : الإطار المنهجي، وخصص لتحديد مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، وتساؤلات الدراسة، ونظريتها، والمنهج المتبع فيها، وأدوات جمع البيانات، وتحديد المصطلحات والحدود البشرية والزمنية والمكانية، واهم الدراسات السابقة على المستوى المحلى والدولي والعالمي.
- الفصل الثاني : الإطار النظري للدراسة، حيث تضمن مفهوم الإعلام التربوي، وماهية الإعلام المدرسي.
أما الفصل الثالث : فقد تضمن الإجراءات المنهجية للدراسة، وتناول الإجراءات التي اتبعها الباحث أثناء تطبيق الدراستين التحليلية والميدانية، من حيث تحديد مجتمع وعينة الدراسة، وتصميم أدوات جمع البيانات، واختبارات الصدق والثبات، والمعالجة الإحصائية.
والفصل الرابع : وتم فيه عرض وتحليل البيانات، الخاصة بالدراستين التحليلية والميدانية.
وأخيرا الفصل الخامس: الذي تضمن الخاتمة، وأهم نتائج الدراستين التحليلية والميدانية، وتحديد أهم الاستنتاجات، والتوصيات، والمراجع، والملاحق.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
- الصحف والمجلات:-
• جاءت الصحف والمجلات الحائطية في المرتبة الأولى بالنسبة لنوع الصحف والمجلات الأكثر انتشاراً بنسبة (76%).
• بلغت نسبة الصحف غير المنتظمة الصدور (39%).
• عدم وجود صحف مطبوعة.
• تحصلت فئة المعلومات الدينية على أعلى معدل من بين فئات الموضوعات الإنسانية بنسبة (21%)، تليها الموضوعات الاجتماعية بنسبة (19%).
• يأتي الطلاب في المرتبة الأولى كمشاركين في تحرير الصحف والمجلات المدرسية بنسبة (68%)، يليهم المعلمون بنسبة (15%).
• احتل المقال المرتبة الأولى من بين الأشكال التحريرية المستخدمة في تحرير الصحف والمجلات المدرسية بنسبة (43%).
• جاء مجال التغطية للموضوعات العامة أو غير المحددة في المرتبة الأولى بنسبة (38%).
• بالنسبة للمستوى اللغوي الذي تحرر به المواد الصحفية، تحصلت اللغة العربية الفصحى على أعلى معدل بنسبة (58%)، تليها اللغة المبسطة بنسبة (20%).
الإذاعة المدرسية:-
• أكثر من نصف فقرات البث في الإذاعات المدرسية موضع الدراسة (56%) قدمت خلال فترة الطابور الصباحي.
• تحصلت الموضوعات الدينية خلال بث الإذاعة المدرسية على أعلى معدل يصل إلى نسبة( 26.0%)
• تساوت فئات الموضوعات السياسية والرياضية في النسب، حيث جاءت في المرتبة الأولى بنسبة (17%) لكل منها ، تليها الموضوعات الاجتماعية بنسبة تصل إلى (10%).
• جاءت الصحف والمجلات المحلية في المرتبة الأولى كمصدر للمعلومات بنسبة (16%)، تليها شبكة المعلومات الدولية بنسبة (14%).
• جاء الطلاب في المرتبة الأولى كمقدمين للمادة الإذاعية بنسبة (48%)، يليهم المعلمون بنسبة (33%).
• تصدر الحديث المباشر المركز الأول بين الفنون الإذاعية المستخدمة في الفقرات الإذاعية المدرسية بنسبة (48%).
• بلغت نسبة مجال التغطية للموضوعات العالمية (29%) ،وانخفضت نسبة الموضوعات المدرسية لتصل إلى (21%).
• احتلت اللغة العربية الفصحى المرتبة الأولى بنسبة (50%)، تليها اللغة المبسطة بنسبة (32%).
- الدراسة الميدانية الخاصة بالطلاب: أ-الصحف والمجلات المدرسية:-
• أجاب (43%) من الطلاب أن معظم الصحف والمجلات في المدارس يتم صدورها حسب الإمكانيات.
• أشار(60%) إلى أن الصحف والمجلات المدرسية تضيف معلومات جديدة.
• ذكر(89%)أنهم يفضلون الإطلاع على الموضوعات الدينية، تليها الرياضية بنسبة (67%).
• اقر (59%) بان لهم ميول للمشاركة في الكتابة حول الموضوعات الدينية، يليها الأدبية بنسبة (51%).
• أكد (79%) بأن عدم المشاركة في تحرير الصحف والمجلات يعود إلى أنهم لا يملكون وقتاً خارج الدراسة،بينما رأى (47%) إن السبب يعود إلى أنها لا تتناول مشاكل الطلاب.
• أجاب (53%) على أنهم يميلون إلى كتابة المقالات، يليها التقاط الصور الفوتوغرافية بنسبة (48%).
• أفاد (73%) بعدم وجود مشرف متخصص في الصحافة المدرسية.
ب-الإذاعة المدرسية:-
• أجاب (84%) بأنهم يفضلون الاستماع إلى الموضوعات الترفيهية والفنية، تليها الأخبار والإعلانات بنسبة (75%).
• يرى ما نسبته (70%) من أفراد عينة الدراسة أن الأوقات المناسبة لبث الإذاعة المدرسية هو أثناء فترة الاستراحة فقط.
• إن نسبة المشاركين في فقرات الإذاعة المدرسية بشكل دائم كان (19%)، بينما من يشارك في فقرات الإذاعة في بعض الأحيان كانت نسبتهم (41%).
• يرى ما نسبته (80%) من أفراد عينة الدراسة أن أسباب الاستماع يعود إلى أنها تساعد في معرفة بعض الأخبار والإعلانات المدرسية، بينما أقر(70%) منهم أن السبب هو الحصول على معلومات ومعارف جديدة، بينما أجاب (88%) بعدم الاستماع إلى فقرات الإذاعة المدرسية لأنها لا تقدم معلومات جديدة وهادفة.
• ذكر (80%) من المبحوثين أنه يتم الاعتماد على الصحف والمجلات كمصدر للمعلومات، بينما من يعتمد منهم على القنوات الفضائية للحصول على معلومات كانت نسبتهم (66%).
أهم نتائج الدراسة التي أجريت على القائمين بالعملية التعليمية:-
• أكد (55%) من أفراد العينة أن أسس التخطيط والإعداد لممارسة برامج الإعلام المدرسي يتم تطبيقها في ضوء الإمكانيات البشرية المتاحة للمدرسة، كما أشار (42%) من أفراد العينة إلى أن أسس التخطيط والإعداد لممارسة برامج الإعلام المدرسي يتم تطبيقها في ضوء الإمكانيات المادية المتاحة للمدرسة.
• أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المبحوثين(54%) من القائمين بالعملية التعليمية يشاركون في المناشط الإعلامية.
• جاءت نوع المشاركة في المناشط الإعلامية المدرسية على هذا النحو في المرتبة الأولى جمع الأخبار بنسبة (78%)، يليها في المرتبة الثانية كتابة المقالات بنسبة (40%).
• أجاب (94%) من القاتمين بالعملية التعليمية، أن أسباب عدم مشاركة الطلاب في المناشط الإعلامية يعود إلى عدم وجود متخصص في مجال الإعلام في المدرسة، بينما أجاب (81%) منهم أن السبب هو المنهج المكثف، ولا وقت لديهم لمثل هذه المشاركات.
• ذكر (68%) من أفراد العينة وجود صعوبات تواجه تنفيذ برامج الإعلام المدرسي في مقدمتها، قلة الإمكانيات الخاصة بالإعلام المدرسي، كما رجع(60%) منهم السبب إلي ضعف الحافز المادي لمشرفي النشاط الإعلامي المدرسي.
وفي ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج يمكن تحديد أهم الاستنتاجات وهي على النحو الآتي:-
1- وجود قصور في الإمكانيات المالية والفنية اللازمة، وقد اتضح هذا من خلال عدم وجود صحف مدرسية مطبوعة، حيث يقتصر النشاط الصحفي المدرسي على الصحف والمجلات الحائطية فقط، وفي صورة غير منتظمة، كما أن الإذاعة المدرسية تسير فقراتها بشكل تقليدي يكاد يكون واحداً في المدارس كافة.
2- الحاجة الماسة إلى متخصص في مجال الإعلام حتى يمكن مزاولة الأنشطة الإعلامية المدرسية بصورة صحيحة، وتدريب الطلاب على ممارسة المناشط الإعلامية، حيث اتضح إن الطلبة يقومون بتحرير المواد الإعلامية بأنفسهم، وبصورة لا يراعى فيها الأسلوب الإعلامي الصحيح.
3- إن الصحف والمجلات وفقرات الإذاعة المدرسية اهتمت بالموضوعات الإنسانية أكثر من غيرها، حيث حضيت الموضوعات العلمية باهتمام أقل كماً وكيفاً.
4- تهتم أنشطة الإعلام المدرسي المقروءة والمسموعة بتغطية الموضوعات العامة وبدرجة أقل من الموضوعات المدرسية، ويعد هذا قصوراً من جانب القائمين عليها.
5- عدم وجود دافع كبير من قبل أسرة التدريس اتجاه المشاركة في أنشطة الإعلام المدرسي، نتيجة قلة التشجيع المادي وكذلك التشجيع المعنوي.
6- عدم وضع خطة لبرامج النشاط الإعلامي المدرسي على أسس علمية مع بداية العام الدراسي أو حتى في منتصفه.
التوصيـات:
- الاهتمام بممارسة الطلاب للأنشطة الإعلامية المدرسية نظراً لأنها تعد مكوناً رئيساً من مكونات البيئة المدرسية.
- توفير الإمكانيات المادية والفنية اللازمة لتنفيذ الخطط على مستوى الأنشطة الإعلامية بالمدارس حتى تؤدي رسالتها على أكمل وجه.
- العمل على الاستعانة بالكوادر المهنية المتخصصة إعلامياً داخل المدارس للإفادة منها في هذا المجال.
- تخصيص جزء من الوقت لممارسة الأنشطة الإعلامية المدرسية ضمن حصص الأسبوع الدراسي.
- ضرورة أن يتناسب مضمون الموضوعات مع واقع الحياة العملية والعمرية للطلاب بطريقة تتميز بالبساطة.
- القيام بدراسات في مراحل التعليم المختلفة للتعرف أكثر على مدى فاعلية الإعلام المدرسي مع إجراء مقارنات بين مرحلة تعليمية، وأخرى وبين واقع الإعلام المدرسي في الحضر، وواقعه في الريف.
المصدر: موقع وزارة التربية والتعليم الليبية