إعلان فانكوفر بشأن الرقمنة والصون: احترام ملكية التراث الرقمي
2013/01/28
يتصدر اتخاذ وتنفيذ تدابير لتعزيز حماية التراث الوثائقي الرقمي إعلان فانكوفر الصادر عن اليونسكو/ جامعة كولومبيا البريطانية تحت عنوان « ذاكرة العالم في العصر الرقمي: الرقمنة والصون ». وقد نُشرت مؤخرا النسخة النهائية للإعلان باللغتين الانجليزية والفرنسية بعد أن اعتمدها المشاركون في المؤتمر الدولي الذي عُقد في أيلول/ سبتمبر الماضي في فانكوفر، كندا.
نظمت اليونسكو هذا المؤتمر وعنوانه »ذاكرة العالم في العصر الرقمي: الرقمنة والصون »، وذلك بالتعاون مع جامعة كولومبيا البريطانية وبفضل الدعم المالي الذي قدمه العديد من الرعاة المنتمين إلى القطاعين العام والخاص بغرض تحديد العوامل الأساسية التي من شأنها إتاحة عمليات صون التراث الوثائقي الرقمي وإمكانية الانتفاع به على المدى الطويل.
ويندرج ضمن الرعاة الرئيسيين شركة غوغل وشركة ميكروسوفت وأذربيجان وهولندا وجمعية الإنترنت واللجنة الوطنية الكندية لليونسكو وحكومة كيبيك، فضلاً عن مؤسسات وجامعات كندية عديدة. ويعكس جميع هؤلاء الرعاة تنوع الأطراف المعنية بمستقبل الوثائق الرقمية.
تتيح التكنولوجيا الرقمية تحسين القدرات المتعلقة بابتداع وتقاسم الأفكار والمعلومات والمعارف، ومن ثم فهي تسهم في تعزيز التعليم والعلم والثقافة من أجل تحقيق تنمية وطنية ومستدامة. غير أن ضمان صون مضامين رقمية هو من الأمور الأكثر تعقيداً، كما أنه يمثل تحدياً يتعلق بصياغة سياسات للصون طويلة الأجل. وغالباً ما تسعى الحكومات والمؤسسات للقيام بعمليات رقمنة وثائق رقمية وإنتاجها من أجل نشرها على الصعيد العالمي دون فهم حقيقي للتحديات المتعلقة بنزاهة وصحة المعلومات التي تمت صياغتها. وهناك عدد كبير من الوثائق الرقمية لا يمكن الانتفاع بها في الوقت الراهن، ويبدو أن هذا الوضع لن يتحسن نظراً لتزايد حجم المعلومات المتوافرة في شكل رقمي.
وتفيد إحدى نتائج هذا المؤتمر الرئيسية أن فهم البيئة الرقمية بصورة أفضل هو من الأمور الأساسية التي تتيح صياغة نماذج للصون الرقمي تتفق مع المبادئ الأساسية للأطر التنظيمية المؤسسية وتحقق توازناً بين إمكانية الانتفاع بالمصادر والحياة الخاصة وبين الحصول على المعارف والحقوق الاقتصادية وتحترم ملكية التراث الرقمي.
وما لم يشكل صون التراث الرقمي أولوية تنموية مع الاستثمارات في مجال البنى التحتية لضمان إمكانية الانتفاع بالوثائق الرقمية واستخدامها في الأجل الطويل، فقد تتزايد احتمالات اختفاء هذه الوثائق في أجل قصير تقريباً.
إن على مهنيي المعلومات اكتساب المهارات التي تتيح لهم تنفيذ ممارسات الرقمنة والصون التي تلبي احتياجات المجتمعات والحكومات.
ولقد اجتمع أكثر من 500 شخص منهم مهنيو المعلومات وممثلون من الجامعات والحكومات وقطاع المعلومات وخبراء قانونيون وكثير غيرهم ليناقشوا الاستراتيجيات التي يتعين اعتمادها لتيسير اتخاذ أو تنفيذ تدابير من شأنها تحسين صون المضامين الرقمية.
واعتمد المشاركون إعلان فانكوفر الصادر عن اليونسكو/ جامعة كولومبيا البريطانية بعد أن ناقشوا طويلاً كل موضوع طُرح على بساط البحث. ويصوغ هذا الإعلان توصيات لليونسكو وللدول الأعضاء فيها وللهيئات المعنية بإدارة التراث، فضلاً عن القطاع الخاص؛ وتشمل هذه التوصيات إعداد خريطة طريق تحوي اقتراحات بشأن الحلول والاتفاقات والسياسات التي يتعين تطبيقها من جانب جميع الأطراف المعنية.
وفي ما يلي عدد من هذه التوصيات:
· صياغة استراتيجية منسقة ومبتكرة وعملية لضمان إدارة صون المعلومات في البيئة الرقمية في جميع أشكالها؛
· نشر أطر وممارسات لإدارة الصون الرقمي؛
· استحداث إطار تنظيمي دولي بشأن الاستثناءات وحدود حقوق المؤلف لضمان صون وإمكانية الانتفاع بالتراث الوثائقي في شكل رقمي؛
· إقامة علاقات تعاون أكثر وثوقاً بين رابطات المهنيين الدولية والمنظمات الدولية الأخرى من أجل وضع مواد تعليمية جامعية تتعلق بعمليات الرقمنة والصون واستحداث برامج للتدريب في مجال إدارة صون الوثائق الرقمية؛
· تنظيم منتدى متعدد الجوانب لإقرار معايير لتوحيد ممارسات الرقمنة والصون من بينها إنشاء سجلات للوثائق الرقمية؛
· إعداد استراتيجيات لتعزيز الشفافية لدى الحكومات والانتفاع الحر بالبيانات الرقمية، وذلك من أجل بعث الثقة والإبقاء عليها في ما يتعلق بالوثائق الحكومية الرقمية؛
· إقامة علاقات تعاون مع القطاع الخاص من أجل استحداث منتجات من شأنها تيسير تسجيل وصون المعلومات الرقمية في الأجل الطويل.
إن اليونسكو تبرهن من خلال هذا المؤتمر الذي نظمته على أنها تقود المناقشات حول موضوع الصون الرقمي على المدى الطويل. وينبغي الآن مواصلة بذل هذا الجهد على الصعيدين السياسي والفكري.
المصدر: اليونسكو
تقرير للمندوبية حول الموضوع نشر في 17-11-2012 : توصيات مؤتمر فانكوفر حول ذاكرة العالم في العصر الرقمي إلى اليونسكو والدول الأعضاء