الدورة 37 للجنة التراث العالمي

2013/06/19

ستنظر لجنة التراث العالمي في إدراج 32 موقعا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وفي كيفية الحفاظ وصون الممتلكات المدرجَة في هذه القائمة، وذلك خلال دورتها 37 التي تُنعقد في الفترة من 16 إلى 27 يونيو الجاري في بنوم بنه وفي سيم ريب (كمبوديا).

تعقد لجنة التراث العالمي في الوقت الراهن دورتها السابعة والثلاثين في بنوم بنه. وستواصل اللجنة عملية استعراض حالة صون المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر. ومن المرتقب إدراج مواقع جديدة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

لجنة التراث العالمي تقرر رفع موقع في إيران من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر

اتخذت لجنة التراث العالمي قراراً يقضي برفع موقع « بام ومشهدها الثقافي » في جمهورية إيران الإسلامية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر نتيجةً للتحسينات التي أُدخلت على عمليتَي إدارة الموقع وصونه. وأعيد إدراجه على قائمة التراث العالمي.

وأُدرج موقع بام في قائمة التراث العالمي خلال عام 2004 وحصل ذلك بعد مرور وقت قصير على الزلزال القوي الذي ضرب المكان. واقتضت الأضرار التي نجمت عن هذا الزلزال إدراج موقع بام في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. وأوضحت اللجنة أن القلعة الصحراوية الأثرية التي عرفت أوج ازدهارها في الفترة الممتدة من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر دُعِّمت بالطريقة المناسبة وأن التدابير المتخذة لإدارتها سليمة بما يكفي لاعتبار الموقع آمناً.

صون التراث العالمي في القارة السوداء

كان الاهتمام بالتحديات التي يطرحها التراث الثقافي الأفريقي هو موضوع اجتماع المائدة المستديرة السنوي للوزراء الأفارقة المعنيين بالتراث العالمي في أفريقيا الذي تم تنظيمه في إطار الدورة السابعة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي تنعقد في بنوم بنه، كمبوديا، في الفترة من 16 إلى 27 يونيو الجاري.

هل يجب الاختيار بين التنمية الاقتصادية وبين صون التراث؟ طُرح هذا التساؤل أثناء اجتماع المائدة المستديرة للوزراء الأفارقة المعنيين بالتراث، وهو الاجتماع الذي اشترك في تنظيمه الصندوق الأفريقي للتراث العالمي مع اليونسكو.

وكان من بين المشاركين في هذا الاجتماع، إلى جانب المديرة العامة لليونسكو، رئيس الصندوق الأفريقي للتراث العالمي، سبعة وزراء هم: وزير الثقافة والرياضة والفنون في كينيا، ووزير الموارد الطبيعية والسياحة في تنزانيا، ووزيرة الثقافة في الكامرون، ووزير الثقافة في جمهورية الرأس الأخضر، ووزير الثقافة في مالي، ووزير الثقافة والفنون وصون التراث في التشاد، ووزير الشباب والخدمات الوطنية والرياضة والثقافة في ناميبيا.

ولقد رأت المديرة العامة لليونسكو، أنه لا يتعين على البلدان أن تختار بين حماية التراث وبين التنمية. وأكدت على هذا المبدأ قائلة « إن اليونسكو تسعى إلى بيان أن المجتمعات تستطيع أن تجمع بين هذين المحورين، بل إنه يجب عليها في واقع الأمر أن تتبنى هذين المحورين لكي تحقق تنمية متوازنة واستيعابية ومستدامة ».

يستهدف الصندوق الأفريقي للتراث العالمي، الذي أُنشئ في عام 2006، تعزيز القدرات في ما يخص حماية وصون التراث في القارة، ولاسيما عن طريق تنفيذ أنشطة تدريبية في هذا الصدد. غير أن نقص التمويل يحد من نطاق الأنشطة التي تقرر تنفيذها. وفي هذا الشأن، قال سيبوسيو اكسابا، رئيس الصندوق الأفريقي للتراث العالمي « إن التمويل المتاح لنا لا يتعدى خمسة ملايين دولار، وهو ما يقل بوضوح عن التمويل البالغ قدره 25 مليون دولار الذي تقرر عند إنشاء الصندوق في عام 2006″، ودعا مختلف بلدان المنطقة إلى تخصيص مزيد من الموارد المالية.

ومن جانبه، أعلن وزير الشباب والخدمات الوطنية والرياضة والثقافة في ناميبيا في هذا الاجتماع أن بلاده قررت المساهمة بمبلغ  مليون دولار ناميبي في هذا الصندوق.

أما الاحتياجات الضخمة والنزاعات المسلحة وعوامل التوسع العمراني المتزايد واستغلال الموارد الطبيعية وتغير المناخ والتهديدات الطبيعية، مثل ذوبان الكتل الجليدية في قمة كلمنجارو أو تآكل سواحل بحيرة تشاد، فهي التحديات التي تواجه مواقع التراث العالمي.

وقالت المديرة العامة لليونسكو « لا ينبغي لنا أن نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بمراقبة الأوضاع؛ بل يجب علينا أن نعمل وأن نحث الآخرين على التعبئة؛ وهذا هو ما قصدنا عمله في مالي، حيث قادت اليونسكو الأنشطة الرامية إلى صون تراث هذا البلد الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين.

ومن جانبه، أثنى وزير الثقافة في مالي على العمل الحاسم الذي اضطلعت به اليونسكو لصون كنوز الثقافة في مالي التي ألحقت بها قوات المتمردين أضراراً جسيمة في تومبكتو، وهي القوات التي كانت تحتل شمال البلاد حتى بداية هذا العام.

وجدير بالذكر أن فريق خبراء قادته اليونسكو قام بزيارة إلى تومبكتو في بداية يونيو الجاري، وذلك لتقييم الخسائر التي لحقت بالتراث الثقافي في هذه المدينة. وكان الهدف من هذه البعثة هو تجميع كل ما يمكن من معلومات عن حالة التراث الثقافي لهذه المدينة، وتحديد المواقع التي ينبغي ترميمها، فضلاً عن إعادة بناء هذه المواقع وحمايتها، وهي مواقع يندرج كثير منها في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

إعادة تمثالين إلى كمبوديا خلال افتتاح اجتماع لجنة التراث العالمي في بنوم بنه

تخلل حفل افتتاح الدورة السابعة والثلاثين للجنة التراث العالمي بالعاصمة الكمبودية بنوم بنه، في 16 يونيو، عدة نداءات رسمية لصون التراث العالمي للبشرية، فضلاً عن عروض ثقافية مفعمة بالألوان.

وشكلت عملية ردّ تمثالين بارزين نُحتا في القرن العاشر إلى كمبوديا بمبادرة مؤثِّرة من رئيسة متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية)، إيميلي ك. رافرتي، محطة رئيسية في حفل الافتتاح. وتسلّم التمثالين المذكورين اللذين نُقلا إلى كمبوديا في 11 يونيو رئيس الوزراء الكمبودي سامديتش تيتشو هون سين الذي شدد على الدور المحوري لأنشطة صون التراث في إعادة بناء البلد والتنمية الاقتصادية الوطنية.

وفي هذا الصدد، صرحت المديرة العامة لليونسكو، ما يلي: « إن المبادرة الطوعية التاريخية التي قام بها متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك من أجل إعادة تمثالَي باندافا مهمين لحضارة الخمير إلى شعب كمبوديا هي خطوة مشجِّعة لنا جميعاً. وتعبّر هذه المبادرة عن سلوك أخلاقي رفيع يقدّم إلى المتاحف الأخرى وجامعي القطع الفنية مثالاً على الممارسات الجيدة التي ينبغي اتّباعها في هذا المجال [...] وتشرفت اليونسكو بالإسهام في عملية إعادة التمثالين التي تجسد في رأيي خطوة نحو المزيد من الاحترام والتفاهم ».

وشكل حفل افتتاح الدورة مناسبة للاحتفال بالتراث الثقافي، ولاسيما تراث كمبوديا الذي يُعد موقع أنكور الشهير المدرج في قائمة التراث العالمي رمزاً عالمياً له. وتحدثت المديرة العامة لليونسكو عن نجاح أنشطة التعاون الدولي الرامية إلى صون هذا الموقع، مشيرةً إلى أن « أنكور يشهد فعلاً على قوة التضامن والإرادة السياسية ». وتابعت المديرة العامة لليونسكو بالقول: « نحتاج اليوم إلى المهارات القيادية عينها لحماية ممتلكات التراث الثقافي التي تتعرض للاعتداء في بلدان عدة من العالم، منها مالي وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى ».

وكان نائب رئيس وزراء كمبوديا، ورئيس لجنة التراث العالمي، سوك آن، من المتحدثين الرئيسيين في حفل افتتاح الدورة وشدد على ضرورة حماية « البعد العالمي لعمل اللجنة ».وأعرب سوك آن عن قلقه بشأن قدرة اللجنة على مواصلة عملها الهام في ظل القيود المالية الراهنة ووجّه كلمة إلى الدول الأطراف في اتفاقية التراث العالمي داعياً إياها بقوة إلى تأمين الموارد اللازمة.

وشارك كل من رئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو، ورئيسة المؤتمر العام للمنظمة، في حفل افتتاح دورة لجنة التراث العالمي التي يشارك فيها حوالى 400 1 مندوب من 121 بلداً، إضافةً إلى مجموعة كبيرة من الصحفيين تشمل أكثر من 550 شخصاً من 17 بلداً.وجسد حفل الافتتاح نقطة انطلاق الدورة السابعة والثلاثين للجنة التي ستدوم 12 يوماً والتي ستُكرَّس للبحث في إدراج مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي ولاستعراض حالة صون الممتلكات المدرجة في القائمة.

وسوف يولى اهتمام خاص لموقعَي التراث العالمي في مالي اللذين تعرّضا لأضرار جسيمة خلال فترة احتلال شمال البلد في العام الماضي وبداية هذه السنة، ولمواقع الجمهورية العربية السورية التي تعرضت أيضاً لأضرار من جراء النزاع في البلد. وإلى جانب ذلك، ستكون مواقع التراث العالمي في مالي محط تركيز اجتماع المائدة المستديرة السنوي للوزراء الأفريقيين بشأن التراث العالمي. وسيشهد هذا الاجتماع المقرر تنظيمه في 17 يونيو مشاركة تسعة وزراء للثقافة، من بينهم وزير الثقافة في مالي، برونو مايغا.

المصدر: اليونسكو

Print This Post