خطة تنمية الثقافة العربية باليونسكو
2013/07/18
أن خطة تنمية الثقافة العربية هي برنامج شامل يشترك في تنفيذه قطاع التربية وقطاع العلوم وقطاع الثقافية باليونسكو، ويندرج في إطار الحوار بين الثقافات والحضارات.
تستهدف الخطة التوعية والتعريف بالثقافة العربية وإبراز إسهامها في التقدم العلمي والثقافي، وتعزيز الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى. وترمي هذه الخطة إلى الإسهام في تحقيق أهداف اليونسكو، ولاسيما « المساهمة في صون السلم والأمن بالعمل، عن طريق التربية والعلم والثقافة، على توثيق عرى التعاون بين الأمم، لضمان الاحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس كافة دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين، كما أقرها ميثاق الأمم المتحدة لجميع الشعوب ».
وتستند الخطة في الأساس إلى التوجيهات التي وردت في « الخطة الشاملة من أجل الثقافة العربية: الحاضر والمستقبل »، التي أقرها وزراء الثقافة في الدول العربية في سنة 1985 م واعتمدها المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) في السنة نفسها. ونذكر بأن المدير العام لليونسكو قدم إلى المجلس التنفيذي في دورته الرابعة والثلاثين بعد المائة، في أبريل 1990، مشروعاً يتضمن الخطوط العريضة لخطة الثقافة العربية، واعتمده المجلس في تلك الدورة بدعوته المدير العام إلى بلورة الخطوط العريضة في شكل برنامج متكامل في إطار الإستراتيجية المتوسطة الأجل الثالثة لليونسكو، وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية غير الحكومية المعنية بقضايا الثقافة العربية المعاصرة. وقد برز ذلك إبان العقد العالمي للتنمية الثقافية الذي اضطلعت به اليونسكو في الفترة: 1988 إلى 1997 م. ولذا كانت الخطة في مجملها تؤكد على أهمية بلوغ أهداف العقد العالمي للتنمية الثقافية، وتلبية احتياجات البلدان العربية فيما يخص العقد. واحتوت على مقترحات للاضطلاع ببحوث ودراسات تتناول الثقافة بوصفها عنصراً أساسياً في مشروعات التنمية، ومقترحات بشأن التراث الثقافي المادي وغير المادي، والسياحة الثقافية، وبناء القدرات في مجالات الإعلام والاتصال والإخراج والإنتاج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني واستخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال في أغراض الصناعات الثقافية، إلى جانب تعزيز الحوار البنّاء بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات.
وقد شملت الوثائق التي قدمها المدير العام فيما بعد إلى المجلس التنفيذي والى المؤتمر العام على التوجهات التالية للخطة:
- التنسيق فيما بين المؤسسات والمراكز والهيئات التي تعمل في مجال الابداع والإعلام والإنتاج الثقافي الفكري والعلمي في الوطن العربي؛
- تشجيع التعاون بين المكتبات العربية وغيرها من مكتبات العالم والعمل على وضع كتب الثقافة العربية ومخطوطاتها على شبكة الانترنت؛
- تشجيع المثقفين والمبدعين العرب على الحوار فيما بينهم ومع غيرهم من المثقفين في العالم، بما يكفل خدمة الإنسان والسلام وتطوير الحضارة العالمية والإبداع؛
- الاهتمام بترجمة الكتب العلمية والتقنية وكذلك الكتب الأدبية والفنية والفكرية إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، ولاسيما بالتعاون مع المنظمة العربية للترجمة؛
- تطوير المكتبة العربية المفتوحة: الهدف من هذا البرنامج هو تعزيز الانتفاع بالقراءة في المكتبات العامة باستخدام تكنولوجيات جديدة، بغية الاستفادة من المصنفات المحفوظة إلكترونياً في المكتبات الموجودة داخل الوطن العربي وخارجه. ومن الضروري أن تربط المكتبات في البلدان العربية بالمكتبات الكبرى في العالم، ولاسيما مكتبة الاسكندرية، لكي يتمكن الطلبة العرب من الانتفاع الفوري بمختلف المصادر؛
- الإسهام في التعريف بعاصمة الثقافية العربية التي يتم اختيارها كل سنة وفي تنفيذ الأنشطة التي يضطلع بها في هذا الصدد؛
- العمل على تشجيع دراسة ومعرفة التراث الثقافي، المادي وغير المادي، الثري والمتنوع في الوطن العربي وصون الأحياء القديمة والمدن التاريخية والحفاظ على هويتها الثقافية، والعمل على استمرار تقاليد العمارة التي تنفرد بها كل مدينة عربية مع زيادة الاهتمام بالمخطوطات العربية التي تزخر بها المنطقة العربية.
لا شك أن اليونسكو تعمل على تنفيذ الخطة بالتعاون مع المجموعة العربية في المنظمة، وينبغي أن تساهم في ذلك أيضاً كل من: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (أسيسكو)، وغيرها من الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية المعنية بقضايا الثقافة والحوار بين الثقافات.
ومن أبرز انجازات الخطة ما يلي:
- إصدار مؤلف أعده (عادل إسماعيل) من مجلدين بعنوان « تاريخ البلدان العربية في المخطوطات الدبلوماسية (1535-1945 م) »
- تنظيم عدة دورات وندوات واجتماعات في إطار الجامعة الأوروبية العربية المتنقلة (1992-1994 م) تحت إشراف محمد عزيزة، الذي عُين عميداً لهذه الجامعة فيما بعد
- الاضطلاع بمشروع (ACALAPI)، وهو مشروع يعني بإسهام الثقافة العربية في الثقافات الأيبيرية الأمريكية عن طريق اسبانيا والبرتغال. وقد بدأ هذا المشروع في إطار خطة تنمية الثقافة العربية. وقد تم تنظيم عدة ندوات في اسبانيا وموريتانيا والبرتغال وأمريكا اللاتينية تناولت شتى أوجه إسهام الثقافة العربية، ولاسيما في مجالات الفن وفن العمارة والطب والصيدلة والزراعة وما إلى ذلك، وقد نشرت مجلدات بهذا الصدد. لكن هذه المطبوعات التي صدرت بالاسبانية لم تنشر بالعربية.
- تنظيم معرض متنقل لأعمال بعض المبدعين المغاربة في أوروبا، وقد شمل المعرض عروضاً مسرحية وموسيقية وسينمائية ولوحات وكتب وصور فوتوغرافية.
- الإسهام في فعاليات عاصمة الثقافة العربية: قدمت خطة تنمية الثقافة العربية اسهاماً في فعاليات عاصمة الثقافة العربية لكل من الرياض (عام 2000 م) والكويت (عام 2001 م) وعمان (عام 2002 م) والرباط (عام 2003 م) وصنعاء (عام 2004 م) والخرطوم (عام 2005 م) ومسقط (عام 2006 م) والجزائر (عام 2007 م).
- مؤتمر « الحوار الثقافي والعلاقات الثقافية بين اليابان والدول العربية في إطار العولمة » في مايو 2004 بمشاركة سفراء ومندوبي الدول العربية واليابان وخبراء من الدول العربية واليابان.
- نظم في إطار الخطة « ملتقى الحوار الثقافي حول البحر المتوسط: كيمياء الحوار المستمر على شواطئ البحر المتوسط »، وذلك في ديسمبر 2008 م.
يتضح من الفقرات السابقة أن التوجهات والأهداف التي حددت للخطة منذ بدئها ما زالت صالحة ويمكن البناء عليها أو الاستناد إليها في صياغة استراتيجية جديدة للخطة تقوم على تحليل التجربة السابقة واستخلاص الدروس المستفادة من جهة وعلى استبانة الاحتياجات الحقيقية للدول العربية، فيما يخص التنمية الثقافية في إطار التنمية المستدامة.
وفي سبيل الاضطلاع بأنشطة في إطار الخطة مستقبلاً: يمكن الاهتمام بالبرامج التالية:
* الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ويمكن في هذا الإطار تنظيم مؤتمرات سنوية تعني بتنمية الثقافة العربية وتطوير أساليبها.
* تشجيع ترجمة المراجع والمصنفات العلمية والتقنية إلى اللغة العربية والعمل على نشرها وتوزيعها في شتى البلدان العربية.
* تقديم الدعم اللازم لترجمة أعمال مختارة من روائع الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية، وترجمة روائع الآداب الأجنبية إلى اللغة العربية والعمل على نشرها وتوزيعها.
* العناية بمساهمة الخطة في فعاليات عاصمة الثقافية العربية، مع التنبيه إلى أن عاصمة الثقافة العربية للعام القادم (2014) هي العاصمة الليبية/ طرابلس.
وتتهيأ خطة تنمية الثقافية العربية للانطلاق من جديد في اليونسكو بالسعي لإعادتها إلى مناخ الحوار والنقاش في المجلس التنفيذي والمؤتمر العام لليونسكو بتقديم مذكرات ومشاريع القرارات التنفيذية التي تسمح لها بالعمل بالطريقة التي كانت عليها في أواخر القرن الماضي. كما أنها تعمل في الوقت الحاضر لإعداد برنامج عمل ينفذ خلال الشهور القادمة يحتوي على فعاليات للجنة خطة التنمية العربية أثناء انعقاد المؤتمر العام لليونسكو في شهر نوفمبر القادم وتبني فعاليات احتفالية اليوم العالمي للغة العربية المقرر لها 18 ديسمبر القادم.
تعمل هذه اللجنة – الآن – من خلال رئيسها مندوب المملكة العربية السعودية بالمنظمة وعضوية كل من: مندوب ليبيا، مندوب لبنان، مندوب مصر، مندوب عمان، بالإضافة إلى مندوب عن اليونسكو.
المصدر: لجنة تنمية الثقافة العربية باليونسكو