تصاعد وتيرة العنف والأضرار التي أصابت التراث العالمي في سوريا
2013/07/20
أعربت المديرة العامة لليونسكو، عن بالغ تأثرها إزاء الأنباء التي أفادت بالدمار الذي حلّ بالتراث الثقافي في سوريا، ولاسيما بعد نشر مقالات صحافية وصور تبين الأضرار التي أصابت حصن الفرسان، الذي يُعد موقعاً من مواقع التراث العالمي السوري. ويُعتبر الحصنان الذي يضمهما هذا الموقع من الأمثلة الاستثنائية للعمارة المحصنة في هذه المنطقة التي تطورت أثناء الحملات الصليبية في الفترة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر.
وجهت (إيرينا بوكوفا) نداءً إلى مرتكبي هذه الممارسات تدعوهم فيه إلى الكف فوراً عن أعمال التدمير وحثت كافة الأطراف المشاركة في النزاع الدائر هناك على اتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان صون هذا الموقع المندرج ضمن مواقع التراث العالمي وسائر الممتلكات الثقافية لهذا البلد.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التراث العالمي قررت خلال دورتها الأخيرة المنعقدة في كمبوديا وضع ستة مواقع للتراث العالمي في سوريا على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وهو ما يبين القلق الذي يستشعره المجتمع الدولي إزاء التهديدات التي يتعرض لها التراث في هذا البلد الذي يشهد في الوقت الراهن حرباً أهلية. كما أطلق أعضاء لجنة التراث العالمي « نداءً إلى كافة الأطراف المشاركة في الأحداث الجارية في سوريا للكف عن أية أفعال من شأنها إلحاق أضرار إضافية بالتراث الثقافي لهذا البلد ولاحترام ما التزمت به وفقاً للقانون الدولي، مع اتخاذ كل ما يمكن من تدابير لحماية هذا التراث ».
وكما سبق للمديرة العامة أن أشارت في تصريح أدلت به هذا العام، فإن » تدمير ما ورثناه من الماضي، والذي يُعد تراثاً ينبغي الحفاظ عليه للأجيال القادمة، إنما لا يجدي شيئاً سوى تعميق مشاعر الكره واليأس والإمعان في تقويض الدعائم التي يستند إليها تلاحم المجتمع السوري ». وكررت إيرينا بوكوفا نداءها إلى جميع الأطراف المعنية، مُطالبةً بأن يحترموا التزاماتهم القانونية وفقاً لاتفاقية لاهاي للعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي وقعت عليها سوريا. وتُلزم هذه الاتفاقية الأطراف السامية المتعاقدة بالكف عن ارتكاب أية أعمال عدائية ضد الممتلكات الثقافية.
ووفقاً لما أعربت عنه المديرة العامة في وقت سابق، فإن اليونسكو على أهبة الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف المعنية وبذل قصارى جهدها لحماية الآثار الثقافية السورية إذا سمحت الأوضاع الأمنية للبلاد بذلك.
المصدر: اليونسكو