اليونسكو تطلق مناهج دراسية جديدة بحسب ما تشير إليه المبادرة العالمية للتميّز في تدريس الصحافة
2013/08/5
أطلقت اليونسكو عشرة مناهج دراسية جديدة متخصصة في تدريس الصحافة بهدف سد الفجوة على صعيد المعارف والمهارات المتخصصة التي يتعين أن يتمتع بها المعنيون بتدريس مادة الصحافة لمواجهة التحديات الجديدة. وتشمل هذه المهارات الصحفية المتخصصة المهارات المتصلة باستدامة وسائل الإعلام، وتنقيب البيانات، والحوار بين الثقافات، والاتصالات العالمية، والأزمات الإنسانية، والاتجار بالبشر، وضمان مشاركة المجتمع المحلي، والعلوم وأخلاقيات علم الأحياء، فضلا عن عدم المساواة بين الجنسين. والمنشورة التي تحمل عنوان مناهج نموذجية لتدريس الصحافة: خلاصة المناهج الدراسية الجديدة، هي منشورة جديدة أُعِدَّت بناء على مناهج اليونسكو النموذجية التي وُضِعت في عام 2007 وكُيِّفَت، منذ ذلك الحين، في أكثر من 60 بلدا.
اليونسكو تُشارك في المؤتمر العالمي لتدريس الصحافة
أُطلِقت المنشورة الجديدة رسميا خلال اجتماع ضم أكثر من 300 شخص وعُقِد في إطار المؤتمر العالمي الثالث لتدريس الصحافة في ميشلين، بلجيكا، في 5 يوليو. ويقول فاكسون باندا، اختصاصي البرامج في اليونسكو ومحرّر الكتاب، في كلمتة الافتتاحية، ما يلي: « تعتمد هذه الخلاصة على مناهج اليونسكو النموذجية الأصلية التي وُضِعَت في عام 2007 وأُطلِقَت في المؤتمر العالمي الأول لتدريس الصحافة في سنغافورة ».
وفي حين ركّزت المناهج النموذجية الأصلية على البلدان النامية والديمقراطيات الناشئة، تُعنى هذه المناهج الدراسية الجديدة بجميع المجتمعات الديمقراطية التي يشكل فيها تدريس الصحافة جزءا هاما من الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز إنشاء وسائل إعلام حرة ومستقلة وتعددية. وتتمثل الأهمية الإضافية لهذه المناهج الدراسية الجديدة في استخدام مصادر معلومات شاملة على الصعيد العالمي، وفي التركيز المتزايد على الموارد المتاحة على الإنترنت، وفي مراعاة المسائل المتصلة بالنوع.
وكانت المديرة العامة لليونسكو، التي شدّدت على الأهمية المستمرة للمناهج النموذجية الأصلية، قد دعت في وقت سابق، أيّ في اليوم الأول من المؤتمر (3 يوليو)، أكثر من 300 مشارك من أكثر من 55 بلدا إلى القيام « باستعراض المناهج الدراسية استعراضا مستمرا لضمان تناغم تدريس الصحافة مع العالم ».
نجاح المناهج النموذجية الأصلية لتدريس الصحافة
جرت ترجمة المناهج النموذجية الأصلية، التي كُيِّفَت في أكثر من 60 بلدا، إلى اللغة الإسبانية، والبرتغالية، والروسية، والصينية، والعربية، والفارسية، والفرنسية، والنيبالية، الأمر الذي يظهر أهميتها وجاذبيتها. والخطط جارية لضمان الترخيص المفتوح للمناهج النموذجية بهدف زيادة قيمة استخدامها بوصفها مورد تدريس مشترك.
وكشف باندا النقاب أيضا، في كلمته الافتتاحية، عن خطط اليونسكو الخاصة بالمبادرة العالمية للتميّز في تدريس الصحافة، مع العلم بأنّ المبادرة تعتمد على قابلية التطبيق والجاذبية العالمية المتزايدة للمناهج النموذجية الأصلية، فضلا عن مبادرة مراكز اليونسكو المحتملة للتميّز في الصحافة في أفريقيا التي انطلقت في عام 2007.
وتمثّل هذه المبادرة المرحلة العالمية الشاملة الثانية من مبادرة المراكز الأفريقية التي سعت إلى دعم الجهود التي تبذلها مدارس الصحافة الأفريقية لتعزيز قدراتها في مجال التدريس والتنمية الاستراتيجية والخدمات المهنية.
المبادرة العالمية للتميّز في تدريس الصحافة
تتمثّل هذه المرحلة الجديدة في إدماج المراكز الأفريقية في تعميم تدريس الصحافة على الصعيد العالمي، بالتعاون مع أوربيكوم، وهي شبكة كراسي اليونسكو في مجال الاتصالات في مونتريال.
ويمكن لهذه المبادرة أن تركز تركيزا أكبر على تدريس الصحافة بوصفه عنصرا أساسيا من عناصر تطوير وسائل الإعلام القائمة على المعرفة – وهو إطار أيّده مكتب برنامج اليونسكو الدولي لتنمية الاتصالات في مارس 2013، بهدف تعزيز دور المعرفة والتعلّم في تحديد جهود اليونسكو الرامية إلى تطوير وسائل الإعلام وتوجيهها. وتشكل هذه المبادرة الجديدة إطارا متماسكا ومتكاملا لتدخلات اليونسكو العالمية في مجال تدريس الصحافة.
ويتمثّل هدفها الرئيسي في تعزيز ودعم الشراكات على صعيد مدارس الصحافة في ما بين بلدان الجنوب وفي ما بين بلدان الشمال والجنوب في ما يتصل بمجموعة من مبادئ التميّز الأساسية في مجال التدريس والبحث والخدمات المهنية. والجهود الرامية إلى تعزيز عملية صياغة المبادرة وتشغيلها تشمل سلسلة من المشاورات السابقة والجارية.
وقد تمثلت إحدى المشاورات الأساسية في كلمة ألقاها السيد جانيس كاركلينز، مساعد المديرة العامة لليونسكو للاتصالات والمعلومات، خلال مؤتمر عقدته أوربيكوم والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب في الفترة من 25 إلى 26 مايو 2013 في الرباط، المغرب.
وتضمّنت مشاورة أساسية أخرى كلمة ألقاها السيد فاكسون باندا خلال محاضرة بشأن إعداد التقارير الصحفية التي تراعي النزاعات الدائرة شارك فيها الدكتور بيتر لوفير، والبروفيسور جيمس والاس، أستاذ الصحافة في جامعة أوريغون. وقد تولت تنظيم هذه المحاضرة بعثة الولايات المتحدة الدائمة لدى اليونسكو بتاريخ 12 يونيو 2013.
وشملت مشاورات غير مباشرة لاحقة إشارات إلى المناهج الدراسية الجديدة وإلى المبادرة العالمية في إطار أفرقة خبراء وحلقات نقاش شاركت فيها اليونسكو خلال المؤتمر العالمي لتدريس الصحافة. وقد تولى باندا تمثيل اليونسكو في رئاسة فريق الخبراء المعني بالصحفيين الشباب وبالمسائل العالمية، وشارك بوصفه محاورا حول موضوع إعداد التقارير الدولية في تدريس الصحافة.
وبالإضافة إلى ذلك، تشاركت اليونسكو مع معهد المجتمع المفتوح لجنوب أفريقيا بهدف ضمان مشاركة عشرة أساتذة صحافة أفريقيين كمحاورين في المؤتمر العالمي لتدريس الصحافة لمعالجة موضوع تدريس المهارات الصحفية البديلة/التخصصات في مدارس الصحافة الأفريقية. ويُخطَط لعقد المزيد من المشاورات، إذ إنّ اليونسكو تسعى إلى تعميق مشاركة الجهات المعنية في تحديد كيفية عمل المبادرة العالمية بهدف الاستفادة مما حققته المناهج النموذجية ومبادرة المراكز الأفريقية من إنجازات لتعزيز التميّز في تدريس الصحافة، على أن تكون أفريقيا المستفيد الرئيسي من أيّ تدخل عالمي قد ينشأ.
المصدر: اليونسكو