المقدمة:

من الواضح أن أحد أهداف التعليم للجميع والمتعلقة بتوفير تعليم جيد وفرص تعلّم فعالة للجميع على نحو منصف قد حاد عن مساره، إذ ما زالت بلدان عديدة تعاني من انخفاض مستوى التعليم وتفاوت جودته ومن عدم فعالية التعلّم. والأهم من ذلك هو أن التعليم العالي الجودة والتعلّم الفعّال شرطان أساسيان لتحقيق جميع أهداف التعليم للجميع الأخرى. وتشير الأدلة إلى أن تدني نوعية التعليم وعدم فعالية التعلّم يقوضان بالفعل التقدم المحرز في توسيع نطاق الانتفاع بالتعليم. ويظهر ذلك بوضوح في ارتفاع معدلات الإعادة، وارتفاع معدلات التسرب، وكثرة عدد الدارسين الذين يغادرون المدرسة دون اكتساب المهارات والكفاءات التي تتناسب مع مستوى تحصيلهم الدراسي. ولا تستثنى من هذا التحدي المشهود
على الصعيد العالمي أي دولة عربية، حتى الدول ذات الدخل الفردي المرتفع. ولذلك يمثل المركز المقترح حلاً للمنطقة جاء في الوقت المناسب، وينطوي أيضاً على إمكانيات للتعلّم من شأنها أن تفيد المناطق الأخرى.

ثم إن اليونسكو، بوصفها وسيطاً محايداً للمعرفة، تشجع وتدعم الجهود المبذولة على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني لمواجهة الصعوبات في تأمين جودة التعليم وفعالية التعلم باستخدام سياسات، واستراتيجيات ومنهجيات ونهوج تتماشى مع البيئة القائمة. وفي الوقت نفسه، وضعت اليونسكو إطاراً لتحليل وتشخيص جودة التعليم العام، يمكن تطويعه لمواءمة جميع البيئات التي تشمل مراحل التعليم العام، الممتدة من روضة الأطفال إلى الصف الثاني عشر (أي ما يعادل آخر عام في المرحلة العليا من التعليم الثانوي).

واقترحت المملكة العربية السعودية إنشاء مركز إقليمي للجودة والتميز في التعليم العام (تسمية مؤقتة) يعمل تحت رعاية اليونسكو (الفئة 2). ويقوم اقتراح إنشاء هذا المركز على اقتناع الدول العربية بالتزامها المتمثل في تحسين نظم تعليمها العام وعلى إقرارها بأن الدروس المستخلصة من تجارب البلدان الأخرى يمكن أن تقدم للمنطقة أفكاراً مفيدة وأنشطة قابلة للتكييف. وفي الوقت نفسه، يمكن للمناطق الأخرى أن تستفيد بدورها من الدروس المستخلصة من هذه المنطقة ومن عمليات المركز.

لمحة عامة عن الاقتراح:

يسعى الاقتراح إلى الالتزام بالمبادئ التوجيهية وبالمعايير الواردة في الاستراتيجية المتكاملة والشاملة الخاصة بالمعاهد والمراكز من الفئة 2.

(أ) الأهداف: يهدف المركز إلى تمكين الدول الأعضاء في المنطقة العربية من تعزيز قدرات نظمها التعليمية لكي توفر على نحو منصف خدمات تعليمية جيدة إلى جميع الدارسين على مستوى التعليم العام ولكي تيسر على نحو فعّال تعلمهم. وسيستخدم المركز في هذا الصدد جملة من الأدوات من بينها السياسات الملائمة، والخطط، والنهوج الخاصة بالأنظمة وآليات تبادل المعارف.

(ب)  المهام: سينظم المركز أنشطته وفقاً لخمس فئات رئيسية هي:

(1) البحث والتطوير؛

(2) التدريب وبناء القدرات؛

(3) النهوج  المعنية بالنظم وبضمان الجودة؛

(4) الاعتراف بالأداء والتميز في صفوف المعلمين والدارسين؛

(5) إعداد وإدارة ونشر المعارف بشأن النهوج الخاصة بالنظم من أجل الارتقاء بجودة التعليم وفعالية التعلّم.

(جـ)  الوضع القانوني والبنية: سيتمتع المركز بالشخصية والأهلية القانونيتين اللازمتين لممارسة وظائفه كمؤسسة حكومية أنشئت في إطار التشريعات الوطنية. وسيتمتع المركز، الخاضع لسلطة وزارة التربية، بالاستقلال في إعداد وتنفيذ برامجه وأنشطته. وكما سيعمل المعهد تحت رعاية اليونسكو.

(د)  مجالات التعاون مع اليونسكو

(1) يأمل المركز في دعم جهود اليونسكو المبذولة للارتقاء بجودة التعليم العام في البلدان العربية وتقديم المساعدة إلى وزارات التربية والتعليم العربية في مجال إعداد نظم للتعليم. وسيؤدي المركز دوراً محورياً للدراية الفنية في مجال التعليم العام في الدول العربية وسيساهم في أنشطة اليونسكو عن طريق تلبية احتياجات المنطقة فيما يتعلق بالموارد البشرية. وتهدف أنشطته إلى إعداد وتبادل وتطبيق أفكار عملية وأفضل الممارسات في مجال التعليم العام.

(2) ويطلب المركز من اليونسكو أن تقدم الدعم التقني اللازم لإنشاء مركز سليم ومستدام، وذلك من خلال تبادل الموظفين وإعارتهم، ومساعدة المركز في إقامة الروابط مع المؤسسات والوكالات الأخرى؛ وإشراك المركز في مختلف البرامج التي تنفذها اليونسكو والتي تفيد الطرفين.‏

تأثير المركز على الصعيد الإقليمي أو الدولي

(أ) سيسعى المركز إلى التأثير على الصعيد الإقليمي من خلال مساعدة بلدان المنطقة العربية في جهودها الرامية إلى تحقيق التعليم الجيد والتعلّم الفعال للجميع وضمان استدامتهما، وذلك من خلال إتاحة جميع برامجها للدول الأعضاء في المنطقة. وسيؤثر المركز أيضاً على نحو إيجابي على المناطق الأخرى من خلال مهامه المتمثلة في نشر المعارف.

(ب) وسيضطلع المركز بدور مركز لتبادل المعلومات في المنطقة يرمي إلى نقل التجارب والمعارف والممارسات الواعدة في مجال التعليم العام.

التقييم الموجز للاقتراح المقدم:

يكتسي دعم الدول الأعضاء في المنطقة العربية في جهودها الرامية إلى تطبيق نظم جيدة في مجال التعليم العام أهمية بالغة في سبيل تحقيق التعليم للجميع. وإن اقتراح إنشاء مركز إقليمي للجودة والتميز في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، بوصفه مركزاً من الفئة 2 يعمل تحت رعاية اليونسكو، يتماشى بصورة مرضية مع المبادئ التي تدعو اليها اليونسكو.

المصدر: اليونسكو (بتصرف)