إعلان جدة: الحوار والعمل التطوعي كمحرك للتغيير الخلاق
2013/12/15
ويرسم هذا الإعلان الملامح الرئيسية لخطة عمل مبتكرة خاصة بالعمل التطوعي كما حددها ما يربو على 300 مشارك شاب من المملكة العربية السعودية ومن 30 بلدا آخر ومن بينهم شباب لهم تجارب في العمل التطوعي على الصعيد العالمي. وتمثل دعوة هذا الإعلان إلى العمل، الموجهة إلى مجموعات المتطوعين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات والمنظمات الدولية، مواصلةً للطاقة العالية التي تولدت أثناء « المؤتمر الدولي للشباب للعمل التطوعي والحوار »، الذي اختتم باعتماد هذا الإعلان.
ويركز المؤتمر الذي نظمته وزارة التربية والتعليم ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في المملكة العربية السعودية، واليونسكو على مدى اتساع نطاق العمل التطوعي الشبابي وتوجهه في عالم متنوع. وافتتح هذا المؤتمر المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود والأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن عبد الرحمن بن معمر.
يبدأ الإعلان بإعراب المشاركين عن قلقهم حيال « الأزمات المتعددة الحالية التي تحد من فرصنا كقادة في المستقبل لجعل العالم أفضل مما وجدناه. » إن العمل التطوعي والحوار قادران على « خلق المصالح المتبادلة وتحويل حياة جميع المعنيين في هذه السيرورة. » ويبرز الحوار كحافز ممتاز « لتمكين التعاون الدائم، وتشجيع تبادل الخبرات، وتعزيز التضامن داخل المجتمعات والثقافات والأديان والأجيال والأمم. » وتحتاج التحديات العالمية، في مجالات مختلفة كالمساعدات الإنسانية والحفاظ على التراث وحماية البيئة، إلى حلول محلية وهو ما أوجد ضرورة تكثيف الدعوات إلى « جميع أصحاب القرار ذوي الصلة لدعم وتعزيز هذه الجهود » ولإيجاد بيئة مناسبة تسمح بازدهار العمل التطوعي والحوار للشباب.
هل من قبيل الصدفة أن ينتهي الإعلان بذكر « تسخير وسائل الاعلام الاجتماعية في جهودنا الرامية إلى تعزيز المواطنة العالمية النشطة والمسؤولة » من خلال العمل التطوعي والحوار؟ ليس هذا اعتقاد المشارك السعودي همام بن ناصر الجريد الذي قال: « أبداً، تستخدم الحكومات والمنظمات وسائل الاعلام الاجتماعية عادة لمدنا بأخبارها، وتعتقد أن هذا النوع من التواصل على وسائل الاعلام الاجتماعية كاف. ولكن غالباً ما يكون هذا النوع من الأخبار غير مناسب للجمهور. ومن المهم أن تتشارك السلطات مع الجمهور وأن تتواصل معنا دون الاعتماد كثيراً على المعلومات الرسمية بل على القضايا التي تشبهنا ويمكننا المشاركة فيها. » ويمكن لوسائل الإعلام الاجتماعية أن تساهم في معالجة مسألة مثيرة للقلق تعوق حالياً جهود العمل التطوعي، كما حددت في الإعلان ب »الفجوة بين الأفكار وتطبيقها » التي « يمكن سدها من خلال جهد مشترك، في الشروع بإقامة شبكات لجميع المعنيين قابلة للاستدامة. »
وتشدد المشاركة الأيرلندية مير فيتزجيرالد الناشطة في حركة الكشفية في بلدها على الحاجة إلى زيادة الانخراط عبر وسائل الإعلام الاجتماعية لحشد الدعم لهذه القضايا. ويلزم هذا الانخراط الناس على التفكير ملياً في القضايا وتقديم الدعم المجدي. فيمكن استخدام الجمل والصور والمدونات والتغاريد لتعزيز العمل العظيم الذي يقوم به المتطوعون. وبذلك، نستطيع زيادة تحسيس الجمهور المستهدف بالجوانب الإيجابية. كما يمكن استثمار هذا الوعي بطرح الأسئلة، وتشجيع النقاشات وتمكين الناس من استكشاف الأفكار التي تتجلى في العمل التطوعي. وبتشجيع الناس على الانخراط بهذه الطريقة، يمكن البدء في تحسين مواقف الناس، وربما حثهم على الانضمام إلى الحركات المختلفة. وعند إيجاد قنوات الاتصالات هذه، يمكن الاحتفاظ بها ومواصلة استخدامها كطريقة ديناميكية وتفاعلية لتوفير المعلومات والدعم للمتطوعين. »
ويمهد الإعلان الطريق لانخراط الشباب في القرن الحادي والعشرين بطريقة مدنية وجديدة يشحذها الحوار، وهو ثمرة النقاش المكثف الذي دار بين المشاركين الشباب خلال ورشات العمل الخمسة التي نظمها المؤتمر والتي قدمت دعماً عملياً لحفز تغيير يكون له أثر من خلال العمل التطوعي. وشملت المواضيع المطروحة تغذية ثقافة الحوار، وبناء السلام والمساعدات الإنسانية، وثقافة السلام والتنمية المستدامة، وتعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات.
ويختتم الإعلان بدعوة « شباب العالم جميعاً للانضمام إلى (الشباب المشاركين) في هذا المسعى. »
المصدر: اليونسكو